“أهل مكة أدرى بشعابها”
مسابقة إعادة إعمار مسجد النوري بالموصل – العراق 2021
هل أصبحنا نكفر بهذه المقولة ؟؟
كيف تدار مسابقة معمارية دولية لإحياء مركز أحد أكبر وأقدم المدن العربية والإسلامية ومركز أهل السنة فيها وأكبر ولاية من ولايات الخلافة العثمانية في هذه البقعة والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ والتي شهدت واحدة من أعظم الحضارات التي عرفتها البشرية ؟ ثم يتم وضع شروط تعجيزية تحول دون مشاركة ولو مكتب واحد من أهل المكان ؟؟؟؟
كيف نتخيل مثلاً أن يتم عرض تطوير ميدان الحسين وجامع الأزهر الشريف بالقاهرة الفاطمية ثم يحرم كافة المعماريين المصريين من مجرد المشاركة ؟!!!!!!!!!!
كيف لمن لم تطأ قدماه يوماً حارات المعز ومن لم يشهد الفرق الدينية وحلقات الذكر التي تملاء ساحة مسجد الحسين في وقت المولد ومن لم يمشي يوما ويشم رائحة العطارة في العطارين ويتمتع بنظرة من مشربيات السحيمي وتلفحه نسمة الهواء الباردة حينما يدلف إلى المدخل المنكسر بالسلطان حسن ومن لم يخشع للصلاة بركعتين في إيوان قبلته …..أن يصمم مشروعاً صادقاً في هذا المكان ؟؟؟؟
كيف يتم محو كل ملمح للهوية وكل مفردة وكل عبارة تنتمي للمكان وكيف يصح أن يتم استبدال كل ذلك بمفردات وتعابير تنتمي للغة “مدولجه” تتبع فكرة “تدويل” العمارة وانسلاخها من قيود المكان والجماعة واللغة والثقافة والرؤية؟؟
قد أتفهم هذا نسبياً في البناء الخاص، قد أتفهمه “نسبياً” ولحد ما حينما نكون بصدد بناء مبنى نفعي كفندق أو مركز مؤتمرات أو متحف ويكون نطاق البناء هو موقع خالي من أي أثر للتراث أو خاوي من أي مؤثر مرتبط بالجماعة المحلية ونتاج تفاعلهم مع بيئتهم.
أما أن يتم هذا في المركز ؟ في القلب ؟ في وسط نسيج متراكم من طبقات من التاريخ والإرث الحضاري ، فهذا قطعا ما لا يقبله عقلي كإنسان وضميري كمعماري أؤمن بالعمارة الصادقة.
أنا لا أريد أن أخوض في التفاصيل الفنية التي تجمعت لدي عن هذه السقطة المعمارية والتي تورطت فيها اليونيسكو عن قصد أو عن غير قصد، وهي بالمناسبة تفاصيل متعددة تحمل علامات استفهام كثيرة حول الموضوع حتى بات من الضروري جداً اجراء حوار معلن ومناظرة مفتوحة وشفافة بين المعماريين المعنيين بالموضوع وذلك لهدف واحد كبير أراه أمام عيني وهو أن نقدم للمعماريين الشباب في بلادنا العربية نموذج صادق وحقيقي يرشدهم لمنهج التفكير السوي لما يمكن أن يواجههم في المستقبل من مثل تلك التحديات.
كيف تدار مسابقة معمارية دولية لإحياء مركز أحد أكبر وأقدم المدن العربية والإسلامية ومركز أهل السنة فيها وأكبر ولاية من ولايات الخلافة العثمانية في هذه البقعة والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ والتي شهدت واحدة من أعظم الحضارات التي عرفتها البشرية ؟ ثم يتم وضع شروط تعجيزية تحول دون مشاركة ولو مكتب واحد من أهل المكان ؟؟؟؟
كيف نتخيل مثلاً أن يتم عرض تطوير ميدان الحسين وجامع الأزهر الشريف بالقاهرة الفاطمية ثم يحرم كافة المعماريين المصريين من مجرد المشاركة ؟!!!!!!!!!!
كيف لمن لم تطأ قدماه يوماً حارات المعز ومن لم يشهد الفرق الدينية وحلقات الذكر التي تملاء ساحة مسجد الحسين في وقت المولد ومن لم يمشي يوما ويشم رائحة العطارة في العطارين ويتمتع بنظرة من مشربيات السحيمي وتلفحه نسمة الهواء الباردة حينما يدلف إلى المدخل المنكسر بالسلطان حسن ومن لم يخشع للصلاة بركعتين في إيوان قبلته …..أن يصمم مشروعاً صادقاً في هذا المكان ؟؟؟؟
كيف يتم محو كل ملمح للهوية وكل مفردة وكل عبارة تنتمي للمكان وكيف يصح أن يتم استبدال كل ذلك بمفردات وتعابير تنتمي للغة “مدولجه” تتبع فكرة “تدويل” العمارة وانسلاخها من قيود المكان والجماعة واللغة والثقافة والرؤية؟؟
قد أتفهم هذا نسبياً في البناء الخاص، قد أتفهمه “نسبياً” ولحد ما حينما نكون بصدد بناء مبنى نفعي كفندق أو مركز مؤتمرات أو متحف ويكون نطاق البناء هو موقع خالي من أي أثر للتراث أو خاوي من أي مؤثر مرتبط بالجماعة المحلية ونتاج تفاعلهم مع بيئتهم.
أما أن يتم هذا في المركز ؟ في القلب ؟ في وسط نسيج متراكم من طبقات من التاريخ والإرث الحضاري ، فهذا قطعا ما لا يقبله عقلي كإنسان وضميري كمعماري أؤمن بالعمارة الصادقة.
أنا لا أريد أن أخوض في التفاصيل الفنية التي تجمعت لدي عن هذه السقطة المعمارية والتي تورطت فيها اليونيسكو عن قصد أو عن غير قصد، وهي بالمناسبة تفاصيل متعددة تحمل علامات استفهام كثيرة حول الموضوع حتى بات من الضروري جداً اجراء حوار معلن ومناظرة مفتوحة وشفافة بين المعماريين المعنيين بالموضوع وذلك لهدف واحد كبير أراه أمام عيني وهو أن نقدم للمعماريين الشباب في بلادنا العربية نموذج صادق وحقيقي يرشدهم لمنهج التفكير السوي لما يمكن أن يواجههم في المستقبل من مثل تلك التحديات.
محمد الرافعي، 17 أبريل 2021
