لنبحث عن الحلول بدلا من الاستسلام للمشكلة

 
 
غير خاف عن الجميع ما نعانيه الأن من انقطاع للكهرباء وارتفاع درجات الحرارة داخل بيوتنا واتجاه الكثيرون منا للبحث عن حلول بديلة للحصول على الكهرباء بعيدا عن الشبكة الحكومية.
في تقديري أن حل المشكلة لا يجب وأن يسير في اتجاه واحد بل يجب أن يسير في أكثر من اتجاه:
 
الأول: هو تعظيم المصادر الغير تقليدية للطاقة بالبحث عن اقتصاديات الأنظمة البديلة وإمكانية تشغيلها للمنازل وهذا سيكون صعب نسبيا بسبب الاشتراطات التي فرضها جهاز تنظيم الطاقة على كل من يريد تركيب محطة طاقة شمسية خاصة للإستخدام المنزلي.
الثاني: هو الترشيد وتخفيض الاستهلاك وتقليل الحمل الحراري بوسائل عمليه.
 
في السنين الأخيرة كان من الجيد أن الكثير منا يستخدم اللمبات الليد الموفرة للطاقة وهذا بلا شك قد نتج عنه خفض كبير في الاستهلاك الموجه للإنارة ولكن في ظل حقيقة أن الطاقة المستهلكة في المنازل يذهب معظمها في الأجهزة المنزلية وأعلاها استهلاكا هي اجهزة التكييف إذ تستهلك تقريبا ستون في المائة من إجمالي الطاقة المستخدمة في منازلنا وإذا ما علمنا أن الكثير من مبانينا السكنية مبنية باستخدام طوب أسمنتي وهو من أسوأ أنواع الطوب حراريا والحوائط الخارجية للمباني سمكها لا يزيد عن عشرين سنتيميتر وعليه فأننا جميعا نسكن داخل شقق لا يتوفر لها أي عزل حراري على الإطلاق ولهذا تتحول بيوتنا إلى أفران حرارية طوال الصيف وثلاجات طوال الشتاء.
 
نسب استهلاك الطاقة في الأنشطة المنزلية
 
أقترح لحل هذه المشكلة أن نوفر العزل الحراري للمباني والعمارات السكنية ولكن كيف وقد تم البناء بالفعل ونحن نسكن فيها الآن؟
أقترح أن نقوم بتغليف جميع المباني والعمائر بغلاف ثاني Double Skin يستطيع أن يوفر ظلال على الحائط الأصلي ويكون معه جيب هوائي يرفع من العزل الحراري للواجهة الخارجية.
هذا الغلاف يمكن أن نصنعه ببديلين كالتالي:
 

البديل الأول

وهو بديل يناسب الشقق السكنية التي يمتلك أصحابها قدرة مالية وليس لديهم رغبة في إجراء أية صيانة دورية على هذا الغلاف المستحدث وهؤلاء يمثلون شريحة كبيرة في التجمعات العمرانية الحديثة حول القاهرة إذ أنهم يقطنون شقق سكنية بأثمان باهظة ولكنها لا يتوفر بها أي نوع من أنواع العزل الحراري وتجدهم وقد وضعوا جهاز تكييف كهربائي في كل غرفة يعمل طوال فترة الصيف وبالتالي ترتفع تكاليف استهلاكهم للكهرباء بصورة كبيرة ولا يمكن بالطبع أن يقوموا بهدم الجدران الخارجية للوحدات السكنية التي يقطنون بها من أجل بنائها من جديد باستخدام عوازل حرارية ولهذا السبب أقترح أن نصنع غلاف خارجي نستخدم فيه ألألواح الأسمنتية Cement Boards وهي الواح تأتي بسمك يترواح من 8مم إلى 15 مم وهي مقاومة للمياه والعوامل الجوية بصورة جيدة وتستخدم في الديكورات الخارجية بالواجهات .

صنع غلاف ثاني من ألواح الأسمنت سمك 15مم

ويمكن أن نصنع منها سطح خارجي يغلف المبنى من جميع الواجهات وبالأخص الغربية والجنوبية منها لتعرضها لأقصى درجات الحمل الحراري من أشعة الشمس الصيفية وعلى أن تترك تلك الألواح مسافة بينها وبين حائط الواجهة القائم في حدود من عشرة إلى خمسة عشر سنتميتر وهذه المسافة ستسمح بمرور الهواء وتبريد الحائط الخارجي
بالواجهة وسوف ترفع من قيمة العزل الحراري له بصورة عظيمة وهذا الغلاف الخارجي يمكن تصميمه بلا شك بالصورة التي يندمج فيها مع عناصر الواجهة القائمة وهذه الألواح يمكن دهانها بدهانات الواجهات وكأننا أعدنا الواجهات إلى ما كانت عليه مع الفارق بأننا جعلنا حوائطها الخارجية أسمك قليلا وتحتوي على فراغ هوائي يعمل على العزل الحراري بصورة ممتازه وهذا الحل تكلفته تقدر تقريبا بمبلغ 1000 جنيه /م2 وهي قد تعادل ثمن وحدة تكييف واحدة بالأسعار الحالية لشقة مساحة واجهتها الخارجية 50م2 مثلا،  ويمكن لسكان العمارة الواحدة أن يتحملوا تكلفة تركيبه من خلال التنظيم مع بعضهم البعض وبهذا قد ينخفض السعر عليهم.
بالتوازي مع صنع هذا الغلاف الخارجي المزدوج لابد وأن يتم عزل الأسقف النهائية للبناية والأسطح وأقترح لذلك طريقة بسيطة جدا وهي أن يتم رص طوب أبيض خفيف ثيرمستون على بلاط السطح وهو كفيل برفع درجة عزل الأسطح ووزنه لا يؤثر نهائية على السلامة الإنشائية.
بهذا الشكل يمكنا أن نوفر قسم كبير جدا من تكلفة استهلاك الطاقة سواء للتبريد أو للتدفئة ونكون قد خففنا من الحمل الحراري الهائل داخل بيوتنا.
 
زراعة نباتات متسلقة تغطي الواجهة وتصنع غلاف ثاني قادر على تبريد الجدران الخارجية له وخفض الحمل الحراري الواصل إليها

 

البديل الثاني

وهو بديل لا يكلف إلا القليل جداً ويفيد في زيادة المساحات الخضراء في بلادنا والتي نفتقدها بشدة ولكن يحتاج للصيانة والرعاية المستمرة ويعتمد نفس المبدأ “صنع غلاف ثاني للمبنى” من الخارج وذلك عن طريق زراعة نباتات تتسلق الواجهة الخارجية وتغطيها بالكامل ولدينا في مصر نباتات تقوم بهذه المهمة على أكمل وجه وكانت تغطي الكثير من واجهات بيوتنا في الثمانينات من القرن الماضي واشهرها على سبيل المثال لا الحصر نبات “اللبلاب” ونبات “مخالب القطة” وكلاهما ينموان بسرعة كبيرة جداً ويتحملان الظروف القاسية للطقس في بلادنا وبتغليف الواجهة بنبات متسلق نكون قد ضربنا عصفورين بحجر واحد فمن ناحية سيوفر الظل والحماية من أشعة الشمس الحارقة بل وسيوفر أيضاً قدر من التبريد بالتبخير ومن ناحية أخرى سيعوض النقص الشديد في الغطاء النباتي الذي تعاني منه مدينة مزدحمة كالقاهرة ويمتص قدر كبير من التلوث ويمثل مصدر دائم للأوكسجين.
ولكن هذا الحل على الرغم من تكاليفه الزهيدة ومميزاته الرائعة إلا أنه ينبغي أن ندرك عيوبه التي تتلخص في الحاجة للعناية والري المستمر مع إحتمالية جذبه للحشرات والزواحف وبالتالي فأن وضع سلك معدني على النوافذ بالواجهة قد يصبح أمر ضروري وقد يقلص من تأثير هذا العيب.
هذا الحل لا يحتاج إجماع من السكان عليه بل يمكن أن يتم بمبادرات فرديه مادام سيتم تأمين الرعاية المستمرة له وبالتالي لا توجد عوائق أمام تنفيذه إذا ما أردنا تخفيف حدة المشكلة الحرارية لبيوتنا القائمة.
 
محمد الرافعي ، 25 يونيو 2024

 

 

Leave A Comment

Adeem Consultants is a full-service design studio providing architectural consultations.

Contact Info

Phone – Egypt    : +2 02 235 23 102

 Mobile – Egypt    : +2 010 01 587 791

 Mobile – KSA      : +966 508 094 594

 Mobile – Turkey : +90 535 853 40 68

  Email : Info@adeemconsult.com

Office Address

6 Sabel El-Moamenen St.,

Al-Sefarat district, Nasr City,

Cairo, Egypt.

Post code 11471, EGYPT

UP