…البدايات
في مثل هذه الأيام منذ أكثر من ربع قرن تقريباً كان هذا هو أول تصميم أقوم به لمبنى بأسلوب الحوائط الحاملة والتغطية بالقباب والأقبية المبنى عبارة عن “خان للصنايع” وهو يحتوي على ورش للتدريب على الحرف والفنون التقليدية .
هذه اللوحة تحمل ذكرى عزيزة جداً على قلبي لأنها تحمل مساهمة من يد الفنان العبقري أستاذ صلاح مرعي “رحمة الله عليه” . كنت أزوره في مرسم المخرج العبقري الأستاذ شادي عبد السلام “رحمة الله عليه” وكنا وقتها نعمل سويا في مشروع لتنفيذ نماذج أعدها شيخ المعماريين أستاذنا حسن فتحي “رحمة الله عليه” لإسكان الشباب في مناطق الإستصلاح الزراعي، وكان مرسم شادي عبد السلام هو مقر إجتماعاتنا الدائم وكنت ألتقي فيه بنخبة من الفنانين والمعماريين وكنا نجلس لساعات طويلة نتحدث فيها عن العمارة والبناء والفنون والسينما.
في مرة من ذات المرات طلبت مني إدارة المشروع أن أصمم هذا المبنى فانتابتني حالة من الحماس الشديد الممزوج بالقلق بسبب هذا التكليف وعظم المسئولية حيث كنت حديث التخرج وكنت أنظر لأعمال أستاذنا حسن فتحي نظرة المتأمل للجبل الشامخ فكيف لي وأنا إبن العشرينات أن أصمم مبنى يشيد بجوار ما صممه هذا العملاق!!!!!! بدأت أعمل على التصميم وودت أن أخذ رأي استاذ صلاح مرعي فيه فقمت بزيارته في المرسم ففوجئت بإعجابه بالتصميم بل تحمس وأحضر فرشاة وألوان مائية واستأذني في أن يشاركني في التلوين وأخذ يضيف لمسات بيده على اللوحة فكانت هذه اللحظات من اجمل ما تلقيته من تشجيع في ذاك الوقت زادني شغفا بهذا النوع من المعمار.
اللوحة مرسومة بالكامل بأسلوب Free-Hand بالقلم الرصاص على ورق قطن حيث كنت أعشق هذا الأسلوب في الإخراج المعماري لأنه كان يشعرني بأن يداي متصلتان بخيالي ولا يوجد ما يقطع تواصلهما.
محمد الرافعي ، 2 نوفمبر 2015
